أو لنعد صياغة السؤال:
بحسب ماهو مكتوب على شاشة اللابتوب.
جرت العادة مؤخرا أن العلامات التجاريّة سواء تلك التي تقدّم المنتجات أو الخدمات تفضّل استخدام هذا النوع من المحتوى اعتقادا بأنها أكثر تفاعلا للفئة المستهدفة، وهذا صحيح إلى حد ما ولكن الابتذال في الطرح ساهم بأن يكون مستهلكا وبطريقة تتشابه فيه شخصيّات العلامات التجارية (البراند) مما خلق فجوة لطرح الأفكار الإبداعية وكأنّ المحتوى لوحده كافٍ لجذب العملاء واستقطاب المتابعين وهنا تكمن المعضلة للعلامات التجارية التي تسعى بكل جهودها التسويقية في بناء صورة نمطيّة متفرّدة عن المنافسين. صورة تعكس حيويّة وآليّة عملياتها التشغيلية وهذا ما لا يدركه فريق التسويق متمثلّا بمديرها في فهم واستيعاب المنظومة ككيان واحد، وأعني بالمنظومة هو فريق المبيعات، الدعم الفنّي على وجه الخصوص إضافة إلى الفرق والإدارات المختلفة..
وهذا يطرح لنا تساؤل مهم: هل وسيلة التواصل مع العملاء تتم بنفس الشخصيّة؟ بمعنى لو كانت شخصيّة البراند تتحدث اللغة الفصحى كأسلوب تواصل مع العملاء أيهّما أكثر تأثيرا في خلق صورة نمطيّة لهم: التحدّث بالفصحى أو العاميّة، والعكس صحيح.
المهم متى ما أردت أن تخلق شخصيّة متفرّدة فكل ما عليك هو أن يتوافق محتواك مع شخصيّتك.
هذا جانب مهم تغفله الشركات والمؤسّسات إلى جانب التكلّف في إبراز وإظهار المحتوى بطريقة مصطنعة، بنفس الطريقة التي نتحدّث بها ونمارسها عبر تطبيق الواتس آب وباعتقادي ليس هكذا تورد الإبل.
العمل المؤسّسي المنّظم يتطلّب صياغة واحترافيّة في التواصل وفي طرح الأفكار، وهذا العبث في تهميش دور كتابة المحتوى يولّد لدينا قناعة راسخة بأننا جميعنا نستطيع أن نكتب؛ جميعنا نستطيع أن نملأ هذا الفراغ الوظيفي دون تكاليف أو ربما أوكلت المهمّة إلى غير صاحبها والنتيجة فيما بعد: أخطاء لغويّة، أخطاء إملائيّة، ركاكة الأسلوب وضعف في جودة الأفكار في سبيل تقديم محتوى عامّي لا يقدّم ولا يؤخر.
وهذا يشّدني إلى مثال واقعي:
مؤخرا إحدى الجهات الحكوميّة أرسلت رسالة لكل مواطن ومقيم تحذّر من وباء كورونا يقولون في رسالتهم: سنضل بخير مادمنا نتقيّد بالتعليمات!
أيّ خطأ فادح يستدعي معه عدم التفريق بين (ظ،ض)
نعم. المعنى واضح ولا ضير في ذلك ولكن خطأ مثل هذا يعطي تصّور وانطباع آخر تماما عن الصورة التي نطمح إليها.
فما بالك لو كان كيان تجاري وربحي يعتمد على وعي وإدراك العملاء في التواصل؟
بسياق آخر ينبغي أن نكون منصفين لما للّغة البيضاء من تأثير وهذا التأثير يبنى على عاملين أساسين:
– جودة المحتوى
– التسويق الفّعال من خلال إثارة الجدل الإيجابي لا السلبي للعلامة التجارية وهذا بعرف أهل التسويق (Word of Mouth)
وحتى نستطيع أن نستوعب الفكرة تماما سنقوم بدراسة حالة لعلامتين تجاريّتين:
حساب برجر كنج والذي أجاد وبذكاء توظيف المحتوى باللغة البيضاء لخلق هذا التفاعل والتواصل وإثارة الجدل بين الجمهور والذي وجدنا أثره حتى على غير المتخصصيّن والمهتمّين بكتابة المحتوى أو التسويق.
في 2/6/2019 حُذفت كل التغريدات في نفس الحساب الرسمي عدا من تغريدة كٌتبت لاحقا وبهذا النص: لما تطلب اون لاين وتتأخر شحنتك تصيح؟
زوبعة حصلت في الأرجاء، المنصّات الاجتماعية لم تهدأ حينها، الجميع اتفقوا على رأي واحد: الحساب تهكّر.
وما الذي حصل؟
مجرّد حملة إعلانية تفّوقت وبنجاح واستمرّت بعد ذلك على نفس الشخصيّة المتهكّمة واللامبالية.
النموذج الآخر حساب ليتل سيزر والذي تبنّى لاحقا هذه الاستراتيجيّة وهذه الطريقة عدا أن التأثير أصبح سلبيّا في نهاية الأمر حيث الجميع اتفق على بعض العنصريّة في الطرح بل وتجاوزت إلى حدّ إساءة المنافسين، مؤخرا تم تعديل الاستراتيجية على أن تكون أقل حدّة!
أخيرا..
كتابة المحتوى سواء كانت باللغة الفصحى أو البيضاء كلاهما سيّان.
المهم أن تتم وفق أسس ومعايير وضوابط لغويّة وإملائيّة كذلك في فهم ومعرفة للاستراتيجيّات والتكنيكات التسويقيّة، أيضا في تحليل شخصيّة الكيان والمنافسين حتى يتم تحقيق الهدف المرجو إمّا في بناء محتوى فعّال يساهم في خلق صورة نمطيّة للعملاء والجمهور أو هدف بيعي عبر زيادة المبيعات من خلال الطرح.

اترك رداً على لمَاذا كُتّاب المُحتوى عِبارة عن نُسخ مُكرّرَة؟ – عبدالرحمن فدعق إلغاء الرد